مؤتمر مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي في نضاله اللاعنفي ضد الظلم والتطرف



مؤتمر مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي في نضاله اللاعنفي ضد الظلم والتطرف



شاركت كناشط مدني (زاهر ربيع)، ومهتم في المؤتمر السنوي لمبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي والمنعقد في مدينة السليمانية يوم الأربعاء الموافق 18 كانون الثاني 2017 والذي يحمل شعار التضامن مع المجتمع المدني العراقي في نضاله اللاعنفي ضد الظلم والتطرف وبحضور واسع من الناشطين والمنظمات غير الحكومية ومختلف مؤسسات المجتمع المدني والاعلام شارك أكثر من 200 شخص في المؤتمر وكان منهاج المؤتمر عبارة عن كلمات وورش نقاشية وجلسات عامة لمواضيع مختلفة سيتم التطرق لها.
انطلق المؤتمر باستماع النشيد الوطني والوقوف دقيقة حداد على شهداء العراق وقدم السيد إسماعيل داود عضو مبادرة التضامن كلمة في الافتتاح بعنوان " دروس من السليمانية في التضامن الدولي" وادناه النص الكامل للكلمة:


(السيدات والسادة أسعدتم  صباحا
أود أن افتتح  بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن المبادرة وكل الحضور بجملة من التحايا والشكر، وأرجو أن تتسع صدوركم لها بالرغم من طولها، فهذا واجب نريد في المبادرة أن نؤديه بكل حرص وأمانة.
تحية لمضيفتنا مدينة السليمانية وأهلها الكرام، تحية لكوردستان وجمهورها الحبيب، تحية كلها أدب وجلال،  كتلك التي ألقاها شاعر العراق العظيم محمد مهدي الجواهري في قصيدته قلبي لكوردستان في عام ١٩٦٤

وقال فيها:
قلبي لكردستان يُهدى والفمُ ولقد يجودُ بأصغريه المُعدمُ
ودمي، وإن لم يُبقِ في جسمي دماً غرثى جراح من دمائي تطعمُ
تلكم هديةُ مستميت مغرم أنا ألمضحي، والضحية مغرمُ

ويقول فيها أيضا
سلِّم على الجبل الأشم، وأهلِه ولأنتَ تعرف عن بنيه مَنْ هُمُ
والثمْ ثرىً بدمِ الشهيدِ مخضباً عَبِقاً يضوع كما يضوع البرعمُ

ولدم الشهيد تحية ووقفة، تحية لشهداء النضال اللاعنفي في تاريخ السليمانية وكوردستان والعراق، تحية لشهداء ألرأي والكلمة الحرة. تحية لدماء المدنيين التي أزهقت بغير حق في دكتاتورية أو حرب ومن ذهبوا ضحايا لإجرام داعش، تحية لشهداء حلبجة تحية لشهداء سنجار ، شهداء سبايكر، لشهداء العراق على مر تاريخه. تحية لمن  ضحى بنفسه لحماية المدنيين ولم يجد بديلا عن السلاح والروح ، والجودُ بالنَّفْسِ أَقْصَى غايةِ الجُودِ ،تحية لشهداء القوات ألأمنيه: البيشمركة ألأبطال، لجيش العراق الباسل للمتطوعين من أبناء جنوب وغرب العراق ، لكل من قاتل بصدق دفاعا عن  المدنيين و ألأرض والعرض.
تحية وشكر لشباب السليمانية والمنظمين وأصحاب مكان المؤتمر ، تحية وبعد
مؤتمرنا هذا يناقش التضامن الدولي، ولكن و في مدينة عظيمة مثل السليمانية،  ليس لنا أن ندعي أننا هنا  لتعليم أو أعطاء دروس عن التضامن. بل نحن هنا لنتعلم. يمكننا أن نتعلم الكثير هنا ، من المدينة من رموزها في الحاضر وعبر التاريخ.
يمكننا أن نتعلم من رمز كبير عراقيا وكرديا وطنيا ومناضلا ،  شيركو بيكة س، ابن حلبجة  و سليمانية، مناضل وشاعر ومبدع.
 والده فائق بيكه س وطني معروف، وأحد الشعراء الكورد المشهورين، و من مناصري حرية المرأة تأثر بأطروحات قاسم أمين وشعر الرصافي والزهاوي وشعراء تلك الحقبة.

شيركو بيكه س التحق سنة 1965 بفصائل المقاومة، وكتب في هذه البدايات الستينية قصائد عن المقاومة والوطنية، متأثراً بالشعر الكوردي و العربي والشعر الفلسطيني بصورة خاصة. وفي ضل نضاله الكوردي المحلي وجد شيركو بيكة س فسحة ووقتا لكتابة قصيدة للتضامن مع فلسطين، نعم فكتب مؤبنا لابنها ومناضلها وشاعرها إلى محمود درويش قصيدة عنوانها “مات قمر و نَدبتُه جميع أشعار الدنيا” قال فيها:
آخى! لَم تنهض؟! أنا ضيفك أنا اسمي «شيركو بيكة س» كردي
لا املك سوى الريح و حفنة من الشعر
 بالرغم من إننا لم نلتق و لكن الشعر كان قمرنا لذا أتيت
آخى!
 كيف  لا تنهض للضيف؟
 أتيتك من «هلكورد»
و جلبت معي بدر هذه الجبال و راوندها
و كلمات اللوز من شعري

هكذا جمع لنضال شاعرين كبيرين لم يتلقيا بالمعنى التقليدي، فشركو بيكس لم يلتق طيلة حياته محمود درويش، لكنهما التقيا حتما في عالم النضال و المقاومة و التضامن.)



كما قدمت ورقة بعنوان مدينة السليمانية في جوهر النضال اللاعنفي من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية تطرقت الى الحركة الاحتجاجية في السليمانية احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية وتأخير رواتب المعلمين والتطرق الى النهج اللاعنفي الذي تم انتهاجه في الاحتجاج التي تستمر مطالبه بحقوق المواطنين وعدم تأخير اجورهم ومركزة على ضرورة حل المشاكل مع الحكومة المركزية ومعالجة الفساد.

كما قدمت ورقة بعنوان ساحة التحرير في بغداد: فضاء كبير لمناهضة الطائفية والتحرك من أجل دولة مدنية) للدكتور جاسم الحلفي جاء فيها ( مارس المحتجون حقهم في التعبير عبر تنظيم مظاهرات سلمية، تقع ضمن الكفاح اللاعنفي) كذلك تحدث في ورشة عمل شاركت فيها قبل عقد المؤتمر تطرقت فيها الى بواعث الحركة الاحتجاجية في العراقي التي تشكلت على خلفية أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية، أهم مظاهرها تعمق الفوارق الاجتماعية بفعل الاستقطاب الكبير في توزيع الدخل والثروة. والاحتجاج هو فعل رفض للأوضاع المزرية التي يقبع العراقيون تحت نيرها، وهو يعد مؤشرا واضحا لرفضهم نظام المحاصصة الطائفية والفساد، وسخط على نهج اقتسام الغنائم الذي هو أساس بناء النظام السياسي والإداري بعد 2003. حيث تمترس الفساد في مؤسسات الدولة واستباح ثروات العراق وبددها، وتسبب في تدهور الوضع الأمني.

وبعد نقاشات عامة لمدة ساعة حول مختلف المواضيع التي طرحت وحول النضال اللاعنفي والاحتجاجات جرت جلسة عامة قدمت بها ورقتين:
الورقة الاولى بعنوان نحن جزء من صراع عالمي: بناء التضامن الدولي مهم قدمتها تيري كاي روكفلر ونص الورقة ادناه:

(اسمحوا لي أن أبدأ بالحديث قليلا عن نفسي. في يوم 11 سبتمبر 2001، قتلت أختي لاورا في الهجمات التي استهدفت مركز التجارة العالمي في نيويورك. فكنت لمعظم حياتي ناشطة ضد الحرب، وجعلتني أحداث  11 سبتمبر وردود الرئيس بوش وغيره من السياسيين أخشى من أن الولايات المتحدة ستواصل الانتقام والحروب-  وأن العنف سوف يخرج عن نطاق السيطرة.
رغبت في السعي لللاعنف، وكنت محظوظة جداً في العثور على أشخاص آخرين قتل احد افراد عائلتهم في هجمات الحادي عشر من سبتمبر للوقوف معي، حيث أسسنا معا “عوائل 11 سبتمبر من أجل غد سلمي”. نحن ندرك تماما أننا لم نحقق نجاحاً، وأن العالم اليوم، وخاصة العراق، يعاني من انتشار الحرب والعنف الذي خشينا من أن يتبع أحداث 11 سبتمبر. لذلك أريد أن أعتذر عن الحرب التي شنتها دولتي على العراق – كانت حرباً لطالما حاول نشطاء السلام بجهد إيقافها، ولكننا فشلنا وأشعر بأسف بالغ لذلك.
ومع ذلك ما زلت أعتقد اعتقاداً راسخاً بأن اللاعنف هو الطريق الذي يجب أن يُتبع وأننا كنشطاء في المجتمع المدني يمكن أن نعمل معاً متضامنين. لذلك أنا ممتنة لوجودي هنا اليوم لأستكشف كيف يمكننا دعم بعضنا البعض من اجل إنهاء الظلم في بلداننا وبناء مجتمعات يكون فيها سلام دائم واحترام لحقوق وكرامة الجميع.
وسوف يتركز حديثي في الغالب على الولايات المتحدة وبعض التطورات المخيفة على الساحة السياسية الوطنية لدينا – وكذلك الاحتجاجات الشعبية من قبل المجتمع المدني الأمريكي التي قد تشير لطريق يؤدي إلى التغيير الإيجابي من خلال وسائل اللاعنف.
إسمحوا لي أن اضع اولاً تطورات الولايات المتحدة في سياق دولي. منظمة حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية أبرزت إتجاهين خطيرين للغاية في جميع أنحاء العالم:
الأولى هي حملة قمع للمجتمع المدني من قبل الحكومات في كل مكان. المساحة لمنظماتنا، الاحتجاجات الشعبية، حرية التعبير وحرية الصحافة تتقلص في معظم الأماكن.
الثانيه أزمة اللاجئين وازمة النزوح داخلياً وهي الاكبر منذ الحرب العالمية الثانية وتحصل نتيجة للصراع العنيف في الكثير من الاماكن في العالم. كما أقدم عدد كبير من الناس على هذه الخطوة بسبب تغيرات المناخ والتدهور البيئي- وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وجميع أنحاء أفريقيا.
عندما ننظر لهذين الاتجاهين معا – قمع واسع النطاق من المجتمع المدني وأزمة لاجئين كبيرة – يصبح من الواضح جداً أننا كنشطاء المجتمع المدني بحاجة إلى أن نصبح أكثر نجاحا وفعالية في الوقوف جنبا إلى جنب متضامنين للدفاع عن حقوقنا، لمعارضة الحكومات والقوات غير الحكومية التي تهدف إلى قمع المجتمع المدني، وتعزيز حل عادل ودائم للصراعات التي تدفع الكثير من الناس ليصبحوا لاجئين داخل بلدانهم وحول العالم.
كل هذا يحدث في سياق العولمة حيث ان لمصالح الشركات متعددة الجنسيات في كثير من الأحيان الأسبقية على احتياجات الأفراد والأسر والمجتمعات، ورفاهية البيئة على كوكبنا. هناك تفاوت متزايد للثروة والدخل – والأغنياء جدا في مأمن و محميون من معظم آثار الحرب والعنف؛ وقد يستفيدوا منها في بعض الاحيان.

الآن، إذا ركزنا على الولايات المتحدة الامريكية، فمن الواضح أن المنظمات اللاعنفية التي تعمل من أجل العدالة والسلام تواجه تهديدات كبيرة. وقد قيل الكثير حول ما يعنيه التصويت لصالح دونالد ترامب. من وجهة نظري هناك أربع نقاط مهمة للتأكيد على ذلك:
يجب علينا القلق كثيراً: دونالد ترامب شخص متعجرف وغير متوقع الافعال. هو عديم الخبرة في القيادة السياسية أو الدبلوماسية الدولية.
الاشخاص الذين يقوم ترامب بتعيينهم في مناصب السلطة لهم معتقدات خطيرة جداً. هم ضد المسلمين. هم معادين للمهاجرين. بعضهم عنصريون علناً ​​وضد مساواة المرأة. بعضهم يدعم استخدام التعذيب وانتهاك القوانين الدولية الأخرى.
ولكن، الغالبية العظمى من الأمريكيين الذين صوتوا لم يصوتوا لترامب. يرجع ذلك إلى اعتماد انتخاباتنا الرئاسية على التصويت ولاية بعد ولاية ، وليس بالأغلبية البسيطة، فلم يحصل ترامب على أكبر عدد من الأصوات. كذلك فإن معظم الناس اختاروا عدم التصويت على الإطلاق في الانتخابات.
وأخيرا، في حين أنني شخصيا لم اكن أستطع أن أتخيل ان يحصل ترامب على صوت واحد، الا انني أعتقد بأن الكثير من الناس صوتوا له لأنهم تعبوا من السياسة كالمعتاد في واشنطن العاصمة، وكانوا يعتقدون أن ترامب قد بفعل شيئاُ جديداُ ومختلفاُ. بعض من هؤلاء الناس يمكن أن يدعموا حركة المجتمع المدني من أجل التغيير.
ولابد لي من التحدث بصراحة عن الولايات المتحدة – هي بلدي الذي أحب، والتي كانت مصدر إلهام للكثير من مطالبي الحرية والديمقراطية؛ وقد استقبلت الناس من جميع أنحاء العالم ليصبحوا مواطنين امريكيين. ولكن، هي الاخرى تم بناؤها بعد الاستيلاء عنوة على الأراضي التي سكنها الامريكان الاصليون، وذلك ظلم لم يتم تصحيحه أبداً. كما استعبدت الولايات المتحدة الملايين من الأفارقة السود لأكثر من قرنين من الزمان، واليوم المواطنين الامريكان من أصل أفريقي ما زالوا يتعرضون لتمييز واضطهاد شديد من قبل الشرطة. كل هذا التاريخ، الجيد منه والسيء، يعني أن النشطاء في الولايات المتحدة بحاجة إلى أن يكونوا غاية في انتقاد الذات حول كوننا في الولايات المتحدة فشلنا في أن نرقى إلى مستوى المبادئ التي نقول أننا ندافع عنها.
يجب على نشطاء الولايات المتحدة معالجة الانقسامات التي توجد داخل مجتمعنا. ففي كثير من الأحيان، يقسمنا الخوف – الخوف من أولئك الذين هم من دين مختلف، أو عرق مختلف، أو جنسية مختلفة، كذلك الخوف من الغرباء واللاجئين. واحدة من أكبر التحديات التي أراى اننا بحاجتها من اجل بناء الحركات الاجتماعية هي بناء الجسور بين المجتمعات المختلفة، لفتح الحوار الذي من شأنه مواجهة المخاوف التي يستخدمها بعض المسؤولين الحكوميين لتبرير القيود المحيطة بالمجتمع المدني وحقوق الإنسان لدينا.
هناك دلائل على أن حركة واسعة من أجل العدالة واللاعنف يمكن أن تنمو في الولايات المتحدة. فوسط كل الأخبار المروعة المتعلقة بالانتخابات، كان المعارضين لخط أنابيب داكوتا بقيادة الامريكان الاصليون في منطقة  (Standing Rock) مصدرا كبيرا للأمل. حيث تهدف إحتجاجات هؤلاء إلى وقف بناء خط أنابيب نفطي تحت نهر ميسوري الذي يمثل مصدرا لمياه الشرب والري لمنطقة ضخمة في غرب الولايات المتحدة الامريكية. تستند الاحتجاجات هذه على التقاليد الدينية للامريكان الاصليون، ولكن قادة الاحتجاج رحبوا بالناس من جميع الأديان حتى أولئك الذين ليس لهم دين. هذه الاحتجاجات غير عنيفة للغاية – في الحقيقة خرج زعماء الاحتجاج عن المألوف لكي يكسبوا و يحتضنوا اولئك الذين يؤيدون بناء خط الانابيب من اجل الحصول على وظائف مؤقتة. فيما سعى قادة الاحتجاجات للحوار معهم حول البدائل التي من شأنها أن تفيد الجميع.
كان شعار حركة الصخرة الدائمة (Standing Rock) “الماء هو الحياة”، وحينما شاهدت نمو احتجاجاتهم، لم اتمكن من التوقف عن التفكير في العمل الذي يقوم به نشطاء حملة انقاذ نهر دجلة في العراق، وكيف ان هاتين الحركتين يمكن أن تدعم بعضها البعض. ففي الوقت الراهن توقفت عمليات مد خط الأنابيب – ولكننا لا نعلم ما قد تفعله إدارة ترامب.
وبينما أنا هنا معكم، ينظم الناس في واشنطن العاصمة احتجاجات لمعارضة تنصيب ترامب – وعلى وجه الخصوص لمعارضة خطاب الكراهية، العنف، الحرب، الامتيازات، والظلم الذي يقوم به هو والعديد من معاونيه. وبعد يوم من تقليده المنصب ستمتد مسيرات ضخمة لدعم حقوق المرأة في واشنطن العاصمة ونيويورك وسان فرانسيسكو ولوس انجلوس وفيلادلفيا وبوسطن، وأماكن أخرى. آمل أن تكون مثيرة بقدر الاحتجاجات اللاعنفية التي تجري في جميع أنحاء العراق وحكومة إقليم كردستان منذ عام 2011.
هدفنا في الولايات المتحدة هو بناء “حركة التحرك” – التي تعارض الظلم والعنصرية، والأعمال المعادية للمسلمين، والتمييز على أساس الجنس، والفقر في الولايات المتحدة الامريكية. هذا ايضا يربطنا كنشطاء للسلام واللاعنف، لمعارضة الظلم الناجم عن الحروب تخوضها الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم. الأهم من ذلك، فإننا سوف نقف ضد الإنفاق العسكري ونسعى لتعزيز الإنفاق على التعليم والرعاية الصحية والاحتياجات الإنسانية الأخرى، بالاضافة الى تعزيز الجهود المبذولة لحماية البيئة.
لقد أزهقت الحروب اللامنتهية الملايين من الأرواح وكلفت تريليونات من الدولارات، في حين أن الاحتياجات الأساسية للأعداد المتزايدة من الناس لا يتم تلبيتها. حيث سيبلغ اجمالي الإنفاق العسكري الأمريكي في عام 2017 ما يتجاوز 620 بيليون دولار، في حين تتوسل الأمم المتحدة على 550 مليون دولار لمعالجة أزمة اللاجئين في الشرق الأوسط وأفريقيا، وأوروبا.
إن انهاء الهجمات على المسلمين في الولايات المتحدة، والتي زادت بشكل خطير منذ هجمات 11 سبتمبر، هي أيضا امر عصيب. فإن أي قيود على الحقوق المدنية للمسلمين الأمريكيين ستجعل كل شخص منا أقل أمانا وأقل ضمانا للحقوق.
ماذا يمكننا أن نفعل معا كنشطاء المجتمع المدني لتعزيز السلام الدائم؟ ماذا نعني بالتضامن بالضبط؟
في بعض الأحيان، نحن بحاجة فقط لفهم أفضل للمشاكل التي يواجهها كل منا – في أجزاءنا المختلفة من العالم، وبلداننا المختلفة، ومجتمعاتنا المختلفة.
ولكن، عندما يتعرض المجتمع أو الفرد للتهديد – كما هو الحال عندما تم اختطاف الصحفية أفراح شوقي القيسي، التي انتقدت الفساد في الحكومة العراقية، فنحن بحاجة إلى آليات لتقديم المساعدة والحماية لبعضنا البعض.
ويجب أن نبني الحركات التي تتمتع بتأييد واسع داخل مجتمعاتنا، وان نعمل على ضمان اعطاء النساء والشباب فرصتهم القيادية داخل تلك الحركات.
وهذه القضايا، وكثير غيرها ستكون محور المحادثات المهمة جدا التي سنخوضها معا اليوم.   يشرفني أن أكون هنا معكم جميعا. وانا أتطلع للعمل الذي سنقوم به ونتشاركه سويا.)

اما الورقة الثانية قدمت من قبل مارتينا بنياتي مورانو، رئيسة منظمة أون بونته بير الإيطالية وحملت عنوان البدائل المدنية واللاعنفية في الرد العسكري الحالي على داعش ونص الورقة ادناه:



(عندما بدأت الهجمات في الموصل، في شهر مارس عام 2016، لم يدرك الغرب ذلك. وحينما تصاعدت وتيرة القتال لتبدأ معركة الموصل، في أكتوبر، أتصل عدد من الصحفيين بمكتب منظمة أون بونتة بير… في إيطاليا، يتسائلون كم عدد الأيام التي سيستغرقها تحرير المدينة. قلنا للجميع أنها ستستغرق أشهر، عدة أشهر، وبأن النصر في المعركة غير مضمون، ولكن الناس كانوا مرتابين. في أوروبا لم يكن يعتقد الناس ان داعش بإمكانها أن تقاوم لفترة طويلة في مواجهة تحالف دولي مكون من 68 دولة مصممة على هزيمة داعش والتغلب عليها في نهاية الأمر. في الوقت نفسه يجري يومياً تهجير الناس وتدمير المنازل وموت الجنود والمدنيين وتفجير السيارات في بغداد كإنتقام من قبل داعش.
وبالتالي، ما الذي يعيق تحقيق النصر وتحرير للمدينة؟ يبدو أن المجتمع الدولي نسي أن جميع الصراعات الكامنة التي كانت موجودة في العراق قبل دخول داعش، لازالت موجودة وبقوة. التعصب بين المجتمعات لازال ينمو، والخوف من الاخر لازال ينمو كذلك. كما هو الحال في أوروبا، فالناس يميلون للخوف من المهاجرين القادمين من العالم العربي، من دون ان يفهموا أن هؤلاء هم أول ضحايا الإرهاب. وبالتالي تستمر بلداننا في تمويل الرد العسكري على الإرهاب ولا تقوم بتدريب دبلوماسيينا على بناء السلام والمصالحة، و لا تدعم المنظمات غير الحكومية العراقية والدولية والحركات الاجتماعية التي تعمل على تعزيز التعايش والمصالحة، كما لا تقدم ما يكفي من الموارد لإعطاء الدعم الإنساني لضحايا هذه الحرب.
قدم التحالف الدولي ضد داعش أكثر من 50 مليون دولار أمريكي في مرفق التمويل لتحقيق الاستقرار الفوري التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدعم الاحتياجات العاجلة في المناطق المحررة حديثاً، بما في ذلك برنامج واحد على الاقل لبناء السلام. ولكن في الفترة نفسها أطلق التحالف الدولي أكثر من 13500 ضربة جوية في كل من العراق وسوريا. متوسط التكلفة اليومية لهذه الضربات للإئتلاف كله صعب أن تذكر ولكنها كلفت وزارة الدفاع الأمريكية 11.7 مليون دولار أمريكي لليوم الواحد في منتصف 2016، ولربما يكون الرقم قد اصبح أعلى من ذلك بكثير في الوقت الحالي. اذا كان الأمر كذلك، كيف يمكن أن نجد توازنا أفضل من 50 مليون تنفق خلال المرحلة الأولية من الاستقرار، و 12 مليون تنفق يومياً على التفجيرات؟ كيف يمكن أن نكرم جميع المقاتلين من كردستان ومن جميع أنحاء العراق الذين فقدوا حياتهم لتحرير مناطق واسعة من البلاد، من خلال الإدارة الجيدة لهذه المرحلة الجديدة؟
الحل هو إثبات أن ابناء الشعب العراقي يمكنهم إعادة بناء بلادهم سوياً، والسماح للجميع بالعودة إلى مناطقهم المحررة، وتنظيم العمل الجماعي لإعادة بناء المدارس، كما يفعل أصدقائنا في مدينة هيت، بدلاً من الاعتماد كلياً على المشاريع والنقود مقابل العمل من قبل الوكالات الدولية والمنظمات غير الحكومية. قد يكون تغيير الكلمات جزء من الحل، وذلك باستخدام مصطلح “بناء السلام” بدلا من “الاستقرار” للتعريف بعملية التحرير الكاملة للشعب العراقي من الخوف والعنف. الحل يمكن أن يكون ببناء لجان السلام المحلية في كل مدينة، ليتمكن الاشخاص الاساسيين من تقييم وتحليل الصراعات المحلية، ومنع تصعيدها وتغييرها من خلال وسائل غير عنيفة. الحل هو بناء عملية مصالحة وطنية من القاعدة الشعبية، وعدم انتظار الحكومة و كافة القوى الإقليمية لتقوم بتقديم ذلك. ولكن علينا أن نتذكر أن أي جهد لبناء السلام سيتعارض مع مصالح قوية، وان لدينا أعداء أكثر خطورة من داعش.
في عام 1961، أنهى الرئيس الأمريكي دوايت ايزنهاور ولايته الرئاسية عن طريق تحذير الأمة من القوة المتزايدة للمجمعات الصناعية العسكرية: تحالف غير رسمي بين جيش الأمة وصناعات الدفاع التي تمدها. حيث قال:
في المجالس الحكومية، علينا أن نحترس من نفوذ غير مجاز يمتلكه المجمع العسكري – الصناعي سواء كان ملموساً ام غير ملموس. وإمكانية الصعود الكارثي لقوة في غير موضعها قائمة وسوف تستديم . يجب أن لا ندع ذلك يهدد حرياتنا أو عمليتنا الديمقراطية. و كتنبيه فقط فالمواطنين ذوي المعرفة يمكنهم ربط الآلات العسكرية الضخمة المستعملة للدفاع مع أساليبنا وأهدافنا السلمية، وبذلك فد يزدهر الأمن والحرية معا.
(الخطاب الوداعي الرئيس دوايت ايزنهاور، 17 يناير 1961)
نحن نعتقد أن هذه الكلمات لا تزال صالحة اليوم للأمم الغربية، التي تسرف في الانفاق على الرد العسكري على الإرهاب، وتتجاهل جميع الجهود المدنية للمصالحة والعدالة الانتقالية. وذلك ينطبق على العراق وكردستان، حتى لو كانت جيشوكم تستخدم أسلحة تباع إليكم من المجمع الصناعي التابع للدول الغربية، التي تكسب ثروات من خلال هذه التجارة القاتلة. أنهم يسرقون المال من ميزانياتنا الوطنية، لأن الصناعات العسكرية لدينا مدعومة بشكل كبير من قبل الدولة، وبالتالي في إيطاليا اليوم يجب علي أن أدفع لمدرسة خاصة لأرسل ابني إلى الروضة، و إجازة الأمومة في بلدي أقصر بكثير من تلك التي في كردستان.

نحن كمجتمع مدني عالمي يجب أن نستنكر هذه الأعمال وجميع أصحاب المصالح الخاصة وراء ذلك. وأفضل طريقة لمحاربة هذا المجمع الصناعي العسكري هو إثبات أن وسائل بناء السلام فعالة في حل الصراعات، وان النضال اللاعنفي هو السبيل الوحيد لبناء التغيير المستدام.)

وجرى لاحقا التوجه الى ورش العمل على مدى جلستين تم عقد ثماني ورش عمل بكل جلسة عقدت اربع ورش اذ تقسم المشاركين على الورش الأربعة ولاحقا في الجلسة الثانية أيضا عقدت اربع ورش تقسم عليها المشاركون والورش حملت عناوين:
1- النقابات العمالية والحقوق الاجتماعية والاقتصادية.
2- النشاط الشبابي لإستخدام ادوات الرياضة والفنون ضد العنف.
3- إعادة بناء المجتمع والمدن في مرحلة ما بعد داعش وبمشاركة الشعب.
4- مشاركة النساء والمساواة بين الجنسين.
5- اللاعنف والصراعات الاجتماعية.
6- حرية التعبير والصحافة.
7- الحقوق المائية والبيئية.
8- المصالحة وبناء السلام من اجل عودة جميع النازحين.

ويتم اجراء نقاشات في الورش والتوصل الى مجموعة من النقاط الرئيسية التي من المفترض ان يتم العمل عليها خلال عام 2017 وعند اعداد البرامج والنشاطات القادمة.
حضرت ورشة النقابات العمالية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية ضمن الجلسة الأولى والتي يسرها رئيس مركز التضامن العمالي السيد وسام جاسب والسيد عثمان من المنتدى الاجتماعي في كردستان العراق وتحدث السيد وسام جاسب عن أهمية تفعيل قانون العمل العراقي وان يتم مراقبة أصحاب العمل عبر زيادة لجان التفتيش ولان يتم ضمان حقوق العمال بصورة رسمية عبر العقود والضمانات الاجتماعية وإعطاء حقوقهم التي نص عليها قانون العمل العراقي المشرع في عام 2015 وكذلك تحدث عن ضرورة ان تقوم النقابات العمالية بالضغط باتجاه تطبيق القانون بصورة فعلية فضلا عن ذلك جرى التحدث عن أوضاع العمال والعمل في كردستان العراق من قبل السيد عثمان والتأكيد على ضرورة تشريع قانون بالعمل او اعتماد قانون العمل المشرع عام 2015 من قبل الحكومة المركزية وأيضا ان أوضاع العمل في كردستان العراق هي الأخرى سيئة بسبب ضعف الأوضاع الاقتصادية اذ يتم تسريح العمال باستمرار إضافة الى عدم وجود عقود عمل وزيادة بأعداد العاملين بالقطاعات غير المنتظمة وأيضا ضعف في التفتيش على أصحاب العمل اذ لايزال دور وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في الإقليم ضعيفا، وطرحت العديد من المداخلات لغرض التوصل الى الأولويات منها مداخلة قدمتها ركزت على أهمية وجود حوار اجتماعي في هذه المواضيع من جميع الأطراف الحكومية والنقابات والمنظمات وأصحاب العمل بهدف التوصل الى اطار عام متفق عليه للمشاكل ومعالجاتها وضرورة ان يتم وضع سياسة عامة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية بصورة عامة في البلد وان تتضمن حقوق العمال وتفعيل قانون العمل كما طرح المشاركون بالورشة مجموعة من الآراء والمداخلات ركزت على ضرورة ان تتم التوعية بحقوق العمل وقانون العمل والضغط باتجاه تنفيذه وان تلعب النقابات العمالية دور مهم في ذلك وعن ضعف الدور النقابي تحدث بعض المشاركون عن كون السبب في سيطرة الأحزاب السياسية على النقابات يحد من مشاركة ونشاط العمال فيها وخرجت الورشة بجملة من الأولويات إضافة الى السابق أيضا ان يتم اعتماد قانون للعمل في كردستان كان يتم اعتماد قانون العمل العراقي لعام 2015 مع اجراء تعديلات عليه بما يتوافق مع وضع الإقليم.
كما شاركت في ورش الجلسة الثانية ضمن ورشة اللاعنف والصراعات الاجتماعية والتي ركزت على قضايا اللاعنف كوسيلة لتحقيق التغيير والابتعاد عن الأساليب العنفية في عملية التغيير والاحتجاج وأيضا تحدثت عن ضرورة ان نبدأ بتكوين شخصية لاعنفية للمواطن عبر تنقيح المناهج الدراسية التي تتضمن أفكار ومفردات تدل على العنف فضلا عن أساليب التعليم التي يجب ان تبتعد عن العنف وأيضا تربية الأطفال في البيت من قبل العائلة يجب ان يكون بعيدا عن العنف لكي نتمكن من تكوين شخصية سلمية تمارس اللاعنف فضلا عن ذلك طرحت العديد من الأفكار حول أهمية اللاعنف وفاعليته في احداث التغيير مثل الأساليب التي تستخدم بالاحتجاجات السلمية والفعاليات الرياضية اللاعنفية.

جرت الجلسة العامة التي طرحت بها كل توصيات الورش وجرت مناقشة عامة عليها من الحاضرين وتم اعتمادها لغرض العمل عليها في البرامج القادمة وتم اختتام اعمال المؤتمر بنجاح.



للمزيد من المعلومات عن مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي يرجى زيارة الرابط التالي اضغط هنا
مؤتمر مبادرة التضامن مع المجتمع المدني العراقي في نضاله اللاعنفي ضد الظلم والتطرف Reviewed by ddddddd on 1/26/2017 09:50:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.