نتائج استطلاع للرأي حول أداء مجالس المحافظات

نتائج استطلاع للرأي حول أداء مجالس المحافظات:

ان القراءة لنتائج هذه الاستطلاع الذي نشر خلال عام 2013 ولأي استطلاع اخر لا تفقد قيمتها مع الوقت بل تبقى شاهد على مستوى الوعي وعلى الآراء والأفكار واتجاه الرأي العام الذي يكون سائد في وقت اجراء هذه الاستطلاعات مما تفتح لنا نافذة نطل من خلالها على الفترات التي تقام بها هذه الاستطلاعات وتمكننا من الاستنتاج والتوصل الى حقائق لأغراض الدارسة او المعرفة العلمية.

نفذت مؤسسة أم اليتيم احدى منظمات المجتمع المدني استطلاعاً للرأي حول اداء مجالس المحافظات لعام 2012 ونشر عام 2013، ضمن مرصد مجالس المحافظات الذي يراقب اداء مجالس المحافظات، وقد تم تنفيذ الاستطلاع في ثمان محافظات عراقية، هي (بغداد، بابل، كربلاء، البصرة، واسط، كركوك، النجف، ديالى).

  وقد شملت عينة الاستطلاع (10190) شخصا موزعة على المحافظات الثمانية، وقد بلغت نسبة مشاركة الذكور 60% مقابل 40% للإناث في عينة الاستطلاع بصورة اجمالية، 
كما تم تقسيم عينة الاستطلاع الى مجموعة من الفئات العمرية، فبين (18-25 سنة) كانت مساهمتهم بنسبة 29% في عينة الاستطلاع وكانت نسبة مشاركة الفئة بين (26-35 سنة) 30% ايضا ونسبة الفئة بين (36-45 سنة) 24% ونسبة الفئة (46-55 سنة) 12% وفئة (55 فما فوق) 5% من العينة وقد شمل الاستطلاع مستويات مختلفة من المشاركين من حيث التعليم والتحصيل الدراسي والمعرفة والتوزيع الجغرافي في الريف والمدينة .

وللاستطلاع العديد من الاهداف ومنها  قياس مدى رضا المواطنين عن اداء مجالس المحافظات،  وآرائهم حول مستوى ادائه والخدمات التي يقدمها، واسئلة حول موضوعات مختلفة عن الشفافية والمحاسبة والفساد وعن مدى معرفة المواطنين بأعضاء المجلس واختصاصاتهم وصلاحياتهم وغيرها من المواضيع المتعددة، فعند السؤال عن مدى معرفة شخصيات مجالس المحافظات أجاب 61% لا اعرف و25% معرفة ضعيفة و 9% معرفة متوسطة مقابل 3% معرفة جيدة، ويعكس ضعف معرفة المواطنين بشخصيات اعضاء مجالس المحافظات ضعف تواصل الاعضاء مع المواطنين، وعند السؤال عن عدد اعضاء المجلس كانت الاجابة لا اعراف 95% مقابل 5% فقط يعلمون عدد اعضاء مجلس المحافظة ، وارتفعت نسبة عدم المعرفة في محافظات اخرى حتى 100% واعلى نسبة معرفة كانت في ديالى حيث بلغت 20%، وعن مدى معرفة المواطنين بصلاحيات المجلس ومهماته وطبيعته اجاب 57% على خيار لا اعرف و30% معرفة ضعيفة و10% على متوسطة و3% على معرفة جيدة وهذا يعكس ضعف المعرفة بمهمات وصلاحيات مجالس المحافظات ما يتطلب زيادة معرفة المواطنين بمهمات وصلاحيات وطبيعة عمل المجالس وتوعيتهم بضرورة ذلك وفق معايير افضل في الانتخابات عند وضع اصواتهم في الصناديق ما يضع على المثقفين والمنظمات المدنية والصحفيين مهمة التوعية والتثقيف بذلك.

 وعند السؤال عن مدى المعرفة بقانون المحافظات تم تسجيل ضعف بالمعرفة القانونية لدى المواطنين حيث أن 63% لايعرفون قانون المحافظات، كما يطرح الاستطلاع سؤالا عن مدى معرفة المواطنين بالتخصيصات المالية للمحافظات وحصتها من موازنة التنمية للاقاليم وقد اجاب 75% على السؤال بلا اعرف و15% كانت لديهم معرفة ضعيفة مقابل 7% معرفة متوسطة و3% فقط لديهم معرفة جيدة كما تراوحت النسب بين المحافظات في بغداد 85% من المواطنين لايعرفون تخصيصات محافظاتهم وهذه النسب تعكس المعرفة الضعيفة بامكانيات المحافظات المالية ودورها المفترض في التنمية وهذا الضعف في المعرفة له دور في ضعف الرقابة الشعبية والمحاسبة تجاه الحكومات المحلية. كما اشار الاستطلاع الى أن 57% من المواطنين غير راضين عن مجالس محافظاتهم مقابل 37% راضين نوعا ما و 6% راضين، وهذه النسب تعكس مدى الاستياء لدى المواطنين على اعضاء مجالس المحافظات وتراوحت النسب من محافظة الى اخرى ففي بغداد كانت اعلى نسبة لعدم الرضى بين المحافظات حيث بلغت 69% من المواطنين في بغداد غير راضين عن مجلس المحافظة، وكانت اعلى نسبة رضا في كربلاء 12%.

 وعن اسباب عدم الرضا عن اداء مجالس المحافظات حصر الاستطلاع ابرز اربع اسباب حسب رأي المواطنين وياتي السبب الاول تفشي الفساد والرشاوى بنسبة 28% والقصور في تقديم الخدمات بنسبة 27% وعدم تسيير معاملات المواطنين 24% وتردي الوضع الامني 21%،  وتؤشر هذه الاسباب القضايا الرئيسة التي تعاني منها مجالس المحافظات برأي المواطنين، وتعد قضية الخدمات من المسائل المهمة التي يجب ان توليها مجالس المحافظات الاولوية فمن المفترض ان تكون اكثر دراية ومعرفة وقربا من المواطنين وقضاياهم لا العكس  واخذت بغداد المرتبة الاولى في التقصير بتقديم الخدمات واخذت كركوك المرتبة الاولى في تردي الوضع الامني، ويطرح الاستطلاع سؤالا عن انجازات المجلس ويهدف الى معرفة مدى متابعة المواطنين لانجازات المجلس وفي ذات الوقت تعكس مدى استطاعة المجالس التعبير عن انجازاتها عبر وسائل الاعلام المختلفة وقد تبين ان 44% من المواطنين لايعرفون انجازات مجالس محافظاتهم و 43%  يعرفون بهذه الانجازات نوعا ما مقابل 13% فقط لديهم معرفة جيدة بانجازات مجالسهم، وتتراوح النسب من محافظة الى اخرى بفروق قليلة وفي بغداد اعلى نسبة لعدم المعرفة بانجازات مجلس المحافظة حيث بلغت 56% مقابل اعلى نسبة معرفة بالانجازات في النجف والتي بلغت 28%. 

وطرح سؤال عن الانتخابات القادمة لمجالس المحافظات فيما لو قمت بالتصويت هل ستصوت للاعضاء الحاليين نفسهم وقد اجاب 67% على خيار كلا مقابل 27% يصوتون على بعض الاعضاء و 6% فقط يصوتون على الاعضاء نفسهم وهي نسبة قليلة جدا تعكس عدم رغبة المواطنين باعضاء مجالس المحافظات الحاليين، وعلى مستوى المحافظات كانت النتائج في بغداد 77% من المواطنين لن يصوتوا لنفس الاعضاء مقابل 20% يصوتون لبعض الاعضاء و 3% فقط اجابوا نعم وفي محافظة ديالى 88% من المواطنين اجابوا كلا وهي اعلى نسبة وتأتي بعدها بغداد وبعدها تتراوح بقية المحافظات وتؤشر هذه الاراء الى عدم رغبة المواطنين في اعادة انتاج ذات المجالس الموجودة حاليا والتي عدها سابقا في الاستطلاع مقصرة في تقديم الخدمات وتفشي الرشوة وتردي الاوضاع الامنية.

الشفافية من القضايا المهمة التي خصص لها الاستطلاع مجموعة من الاسئلة فقد طرح سؤالا عن قيام مجلس المحافظة الاعلان عن الوظائف واجاب على السؤال 51% كلا و 38% احيانا و11% نعم، وعن الاعلان عن المشاريع والمقاولات لغرض التعاقد اجاب نعم 13% وكلا 49% واحيانا 38% والواضح ان الاغلب يعتقدون بأن المجالس لا تعلن عن المشاريع والمقاولات، وبلغت اعلى نسبة في بغداد حيث وصلت الى 62% اجابو كلا بالمقابل كانت اعلى اجابة بنعم في واسط بنسبة 22%، والسؤال الاخر عن اعلان المجلس عن الخطة السنوية ويعتقد 59% ان المجالس لاتعلن عن خطة سنوية وترتفع النسبة الى 76% في بغداد 68% في بابل و30% يعتقدون انها تقوم بذلك احيانا و 11% يعتقدون انها تقوم بالاعلان عن الخطة السنوية، كما اجاب المواطنون على سؤال عن اعلان المجالس عن نسب الانجاز للمشاريع تحت التنفيذ والمعوقات حيث اجاب 52% على كلا لا تقوم بالاعلان وفي بغداد كانت النسبة 63% كلا لاتقوم بالاعلان و 37% تقوم بالاعلان احيانا و11% نعم تقوم بالاعلان، وعن التواصل مع الجمهور والتحاور والتفاعل معهم كان السؤال عن ذلك وقد قال المواطنون انها لاتدعو للقاءات بنسبة 65% ويقول 28% انها تقوم بذلك احيانا مقابل 7% يعتقدون انها تقوم بتلك اللقاءات، من خلال الاسئلة السابقة يتضح أن هناك عدم شفافية في عمل المجالس بالنسبة للمواطنين والذين يعدونها لا تعلن عن الوظائف و المشاريع والخطط السنوية ونسب الانجاز ولا تقوم بالتواصل والتحاور مع الجمهور مما يجعلها برئيهم مجالس بعيدة عن مهماتها الاساسية المتمثلة بخدمة المواطن وتنفيذ خططها والتي يفترض بها ان تكون على مستوى عال من الشفافية والوضوح في التنفيذ والعمل والوصول الى المواطن.

والفساد والمحاسبة من المواضيع المهمة التي يعالجها الاستطلاع بعدة اسئلة، منها السؤال عن مستوى الفساد في مجلس المحافظة، حيث قسمت الى مستوى عال ومتوسط ومنخفض ولا يوجد ولم يجب لمن لايرغب بالاجابة وقد كانت تصورات المواطنين تتحدث عن وجود نسب عالية من الفساد حيث كانت الاجابة على مستوى عال من الفساد 63% في بغداد وهي اعلى نسبة بينما كانت الاجابة على اختيار متوسط 23% في بغداد و39% في واسط وهي اعلى نسبة، بينما كانت الاجابات على اختيار لايوجد فساد جدا منخفضة لم تتجاوز 6% في افضل الاحوال، وهذا يعني أن المواطنين يعدون مسألة الفساد من المواضيع المتفشية في المجالس بمستويات عالية وفي عموم المحافظات التي نفذ فيها الاستطلاع، وبغض النظر عن مدى دقة هذا التصور فأنه يدل على ضعف ثقة المواطنين بمجالس المحافظات، وعن تقاضي الرشوة لترويج المعاملات فكان السؤال عن مستواها وقد اجاب على مستوى عال من الرشوة لترويج المعاملات 57% في بغداد و56% في البصرة وعلى خيار مستوى متوسط من الرشوة لترويج المعاملات كانت نسبة 25% في بغداد بالمقابل كانت نسبة الاجابة على خيار لاتوجد رشوة 6% لم تتجاوزها في مختلف المحافظات، والسؤال عن ترويج المعاملات من خلال المعارف وكانت اجابات المشاركين في الاستطلاع بنسبة 70% على خيار مستوى عال من ترويج المعاملات من خلال المعارف ونسبة 17% كانت لخيار متوسط، بينما لم تتجاوز نسبة الاجابة على خيار لاتوجد 5%، وعند السؤال عن وجود يوم لمقابلة المواطنين كانت الاجابة على خيار لا اعرف مرتفعة حيث بلغت 57% مقابل 25% تقريبا اجابوا كلا وبحدود 18% تقريبا اجابوا نعم، ما يؤشر على ضعف العلاقة بين المواطنين ومجالس المحافظات حيث لايعلم اغلب المواطنين ان كان يوجد او لايوجد يوم لمقابلتهم، كذلك ارتفعت نسبة الاجابة على لا اعرف عند السؤال على وجود صندوق شكاوى للمواطنين وبلغت النسبة 53% مقابل 20% اجابوا كلا و27% اجابوا نعم، كما ارتفعت نسب الاجابة على خيار لا اعرف في العديد من الاسئلة التي طرحت عن قدرة المجلس على اتخاذ القرارات وتنفيذها وعن وجود جلسات حوار للمحاسبة وعن ترويج شكاوى بحق اعضاء من المواطنين وعن تعرض مقاولين للابتزاز وغيرها من الاسئلة التي كشفت عن وجود فراغ وبعد بين المواطنين والمجالس وعدم معرفة لدى المواطنين في المواضيع المختلفة من اختصاصات واعمال مجالس المحافظات، كما تم السؤال عن التواصل مع الاعضاء في المجلس وقد اجاب 78% كلا و18% نعم و4% لم يجب وتم سؤال من اجابوا نعم على الاتصال مع الاعضاء عن تلقيهم رد من الاعضاء واجاب 82% كلا لم نتلق ردا و18% اجابوا نعم، كما كان احد الاسئلة عن الخدمات ومدى تحسنها حيث اجاب 47% بانها لم تتحسن و25% اجابوا نعم تحسنت مقابل 28%  لا يعرفون.

 وقد تطرق الاستطلاع الى العديد من المواضيع الاخرى وقدم العديد من الاجابات. خلال النظر في نسب الاجابات يلاحظ ارتفاع في عدم المعرفة وضعف العلاقة بين المواطن ومجلس المحافظة كما ان هناك ازمة ثقة بين الاثنين، هذا بالإضافة الى عدم الدراية بمهمات وتخصصات المجالس والية عملها وكيفية تفاعل المواطنين، معها كما لاحظنا عدم رضا المواطنين على عمل المجالس وتحديدهم لوجود فساد ورشوة بنسب عالية.

تجدر الاشارة الى ان الموضوع هو قرأءة  لنتائج الاستطلاع وان جميع جهود وحقوق القائمين على الاستطلاع محترمة ومحفوظة لهم .

غلاف تقرير الاستطلاع