الاتجاهات العالمية لاستخدام الشباب 2015


الاتجاهات العالمية لاستخدام الشباب 2015


يمثل هذا الموضوع قراءة في التقرير الصادر من برنامج استخدام الشباب التابع لقسم سياسات الاستخدام في منظمة العمل الدولية تحت عنوان " الاتجاهات العالمية لاستخدام الشباب 2015" زيادة الاستثمار في وظائف لائقة للشباب، وصدر التقرير من مكتب العمل الدولي في جنيف.
وتشير منظمة العمل الدولي في بداية التقرير الى ان جودة المعلومات الواردة في التقرير تعتمد على جودة البيانات المتاحة، والتي تقوم الجهات المختصة بنشرها ومنها أجهزة الإحصاء الوطنية وقسم الإحصاء في منظمة العمل الدولية والشراكة بين المنظمة ومؤسسة ماستر كارد وتوجهت المنظمة بالشكر الى الجهات المساهمة بتوفير المعلومات والمساهمين بكتابة التقرير وأيضا دعت الى توفير وجمع بيانات إضافية بهدف تحسين اتجاهات الاستخدام الواردة في التحديثات اللاحقة لهذا التقرير.

ازمة استخدام الشباب تخف على الأقل على صعيد الاتجاهات العالمية:


استقر معدل بطالة الشباب عالميا عند مستوى 13% بين عامي 2012 و2014، كما ان نسبة الشباب من اجمالي العاطلين عن العمل في تراجع ببطء، حيث بلغت تلك النسبة 36.7% عام 2014مقارنة مع 41.5% قبل عشر سنوات في عام 2004 ورغم ان المؤشر يمتثل تحسن عبر الزمن، ولكن بما ان الشباب يشكلون سدس سكان العالم أي تقريبا 16.6% من سكان العالم عام 2014 فأن نسبة الشباب العاطلين منهم من اجمالي العاطلين تفوق كثيرا نسبة الشباب من أجمالي السكان، مع ذلك لم يكن هذا التحسن والانتعاش في جميع الدول ولايزال وضع الكثير منهم يتأرجح بفعل الأنماط المتغيرة في عالم العمل.
لايزال المعدل العالمي لبطالة الشباب اليوم اعلى منه قبل الازمة العالمية (11.7% في عام 2007)، كم لايزال 42.6% من الشباب الناشط اقتصاديا في العالم لا يعمل او يعمل ولكن يعيش فقر، مما يعني ان طاقات بهذه النسب الكبيرة معطلة وغير مستثمرة.
في مناطق اسيا والشرق الأوسط وشمال افريقيا، تفاقمت معدلات بطالة الشباب بين عامي 2012 و2014، بالنسبة للاقتصادات المتقدمة تجاوز معدل بطالة الشباب خلال عام 2014 نسبة 20% في ثلثي الدول الاوربية كما ان 35.5% من الشباب العاطل عن العمل يبحث عن العمل منذ أكثر من عام، ولايزال الشباب في الكثير من البلدان يعاني من آثار الأزمة الاقتصادية وتدابير التقشف التي فرضت لمواجهتها، ويعتبر العثور على عمل لاسيما بدوام كامل لشاب لا يمتلك خبرة بعد كفاحا مضنيا ستغرق الوقتا طويلا.
كما لايزال العمال الشباب في البلدان النامية يعانون من الفقر نتيجة عدم انتظام عملهم وعدم وجود فرصة عمل في لقطاع المنظم وحماية اجتماعية، في عام 2013 كان 37.8% من العمال الشباب يعيشون على اقل من دولارين يوميا، أي يبلغ عدد الشباب الفقراء في العالم 169 مليون شابا وشابة ويرتفع هذا الرقم الى 286 مليون إذا اخذنا من يعيشون قرب خط الفقر على اقل من أربعة دولارات يوميا، كما ان نسبة تواجد الشباب ضمن طبقة الفقراء المعدمين وطبقة الفقراء اكبر 1.5 و1.2 على التوالي من تواجد البالغين ضمن طبقة الفقراء اما تواجد البالغين ضمن الطبقة الوسطى النامية والطبقات الأعلى فهو اكبر من تواجد الشباب ضمنها، ولايزال تسعة من اصل كل عشر عمال شباب يعملون في الاقتصاد غير المنظم وقد تحسنت هذه النسبة في البلدان ذات الدخل المتوسط لتبلغ ثلثي عدد العمال الشباب.

التحصيل العملي في صفوف الشباب والشابات اخذ بالتحسن:


خلال فترة أكثر من عشرين عاما من 1991-2014 تراجع عدد الشباب الناشط اقتصاديا – قوة العمل الشابة وقوة العمل هي مجموع العاملين والعاطلين- بمقدار 11.6% من 59 الى 47.3% وهو تراجع كبير مقابل زيادة عدد الشباب، الا ان من أبرز العوامل خلف هذا التراجع هو التوجه والميل لدى الشباب نحو التعليم الثانوي والجامعي وهو امر جيد ومحل ترحيب.
ورغم هذ التوجه الى ان الملايين من الشباب في الدول ذات الدخل المنخفض يتركون المدرسة في سن مبكرة للعمل، وهناك 31% من الشباب في البلدان ذات الدخل المنخفض لا يملكون أي مؤهلات تعليمية على الاطلاق مقابل 6% في البلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى و2% في البلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى، وقد تمكن ثلاثة ارباع خريجي الجامعات والمعاهد من الحصول على عمل مأجور مقارنة بأربعين في المئة فقط من خريجي المدارس الثانوية، في افريقيا جنوب الصحراء لا يتمتع نحو ثلثي الشباب العالمين بالمستوى التعليمي المطلوب للعمل بصورة منتجة، ويؤثر عدم الحصول على التعليم بشكل حاد على إنتاجية العمل وأجور العمال الشباب، مما ينبغي ان تركز اجندة التنمية 2030 على تحطيم حلقة انخفاض فرص الحصول على تعليم وتدريب جيدين، وتدني معدلات استكمال التعليم وما ينتج عن ذلك من انخفاض الأجور المحتملة.
كما لا يستغرق انتقال الشباب من المدرسة الى اول عمل فترة طويلة ولكن الانتقال الى وظيفة مستقرة او مرضية ولائقة قد يستغرق في المتوسط 19 شهرا كما ان خريجي الجامعات والمعاهد يستكمل انتقاله في ثلث المدة التي يستغرقها الشباب الذين لم يحصل الا على تعليم ابتدائي، والبعض قد يبقى في عمل غير منظم وغير مرضي مدى الحياة.

تعتبر قضية استخدام الشباب اليوم من القضايا السياسية الرئيسية في معظم البلدان، وهي تترجم دوليا الى وضع استراتيجية عالمية لاستخدام الشباب بغية ادراجها في اجندة التنمية 2030، كما يتجه التركيز الى إقامة الشراكات من اجل تحقيق الاتساق بين السياسات لأجل استخدام الشباب.
وتعد زيادة الاستثمار في فرص العمل اللائق للشباب أنجع وسيلة لضمان تحقيقهم لطموحاتهم ومشاركتهم الفعالة في المجتمع، وهو أيضا استثمار في رخاء المجتمعات وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

من النتائج الأخرى التي يعرضها التقرير هي:


·        ان الفوارق بين الجنسين في معدل بطالة الشباب ضئيلة بين على المستوى العالمي وفي معظم المناطق، ولكن معدل بطالة الشابات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا يفوق معدل بطالة الشباب مقدار 20 الى 22%.
·        كان اجمالي معدل بطالة الشباب في البلدان ذات الدخل المرتفع في عام 2014 أعلى بمقادر 6.5% من البلدان ذات الدخل المنخفض وهي (16.1% للدخل المرتفع و9.6% للدخل المنخفض)، وتكون نسبة البطالة الشباب الضعف في دول الدخل المنخفض إذا ما اخذنا التعريف الموسع للبطالة (التعريف الموسع للبطالة هو العاطلون هم الأشخاص الذين ليس لديهم عمل وقادرون على العمل، وتعريف البطالة غير الموسع هو الأشخاص الذين ليس لديهم عمل وقادرون على العمل ويبحثون عن عمل بجد ونشاط).
·        تشكل بطالة الشباب بعيدة المدى مصدر قلق في البلدان ذات الدخل الأدنى، ولكن فقط في أوساط الشباب الذين يستطيعون العيش وهم عاطلون عن العمل فقد بلغت نسبة البطالة بعيدة المدى بين الشباب في صفوف الشباب في جنوب الصحراء في افريقيا 48.1% محتلة بذلك المركز الثاني خلف منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا 60.6%.
·        في معظم البلدان ذات الدخل المنخفض كان 66.3% من العمال الشباب يعملون في وظائف هشة اما غير مأجورة لصالح الاسرة او لحسابهم الخاص.
·        يفضي تنفيذ سياسات محددة ومشاريع هادفة لدعم انتقال العمال الشباب الى الاقتصاد المنظم الى نتائج أفضل إذا صممت في أطار سياسات الاقتصاد الكلي وتضمنت مشاريع تهدف الى تحسين الشروط القانونية والإدارية لأنشطة المشاريع.
وتجدر الإشارة الى ان نسبة البطالة في العراق ارتفعت الى 15% وفق إحصاءات عام 2015 بعد ان كانت 12% عام 2013 ويعزى سبب الزيادة الى ان الوضع الأمني والاقتصادي هو السبب في زيادة النسبة كما ان النسبة الأكبر من العاطلين هم من فئة الشباب.


اتجاهات استخدام الشباب لعام 2015




الاتجاهات العالمية لاستخدام الشباب 2015 Reviewed by ddddddd on 2/13/2016 11:05:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.